سورة إبراهيم - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (إبراهيم)


        


{وسخر لكم الشمس والقمر} ذلَّلهما لما يُراد منهما {دائبين} مقيمين على طاعة الله سبحانه وتعالى في الجري {وسخر لكم الليل} لتسكنوا فيه {والنهار} لتبتغوا من فضله ومعنى {لكم} في هذه الآية لأجلكم، ليس أنَّها مسخَّرة لنا، هي مسخَّرةٌ لله سبحانه لأجلنا ويجوز أنَّها مسخَّرة لنا لانتفاعنا بها على الوجه الذي نريد.


{وإن تعدوا نعمة الله} إنعام الله عليكم {لا تحصوها} لا تطيقوا عدَّها {إن الإنسان} يعني: الكافر {لظلوم} لنفسه {كفَّار} نعمة ربِّه. وقوله: {واجنبني} أَيْ: بعِّدني واجعلني من على جانبٍ بعيدٍ.
{ربِّ إنهن أضللن كثيراً من الناس} أَيْ: ضلُّوا بسببها {فمن تبعني} على ديني {فإنه مني} من المتدينين بديني {ومن عصاني} فيما دون الشِّرك {فإنك غفور رحيم}.
{ربنا إني أسكنت من ذريتي} يعني: إسماعيل عليه السَّلام {بوادٍ غير ذي زرعٍ} مكَّة حرسها الله {عند بيتك المحرَّم} الذي مضى في علمك أنَّه يحدث في هذا الوادي {ربنا ليقيموا الصلاة} ليعبدوك {فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم} تريدهم وتحنُّ إليهم لزيارة بيتك {وارزقهم من الثمرات} ذُكر تفسيره في سورة البقرة {لعلَّهم يشكرون} كي يُوحِّدوك ويُعظِّموك.


{الحمد لله الذي وهب لي} أعطاني {على الكبر إسماعيل} لأنَّه وُلد له وهو ابن تسع وتسعين {وإسحاق} وُلد له وهو ابن مائة سنة واثنتي عشرة سنة. وقوله: {ومن ذريتي} أَيْ: واجعل منهم مَنْ يقيم الصَّلاة، وقوله: {ولوالدي} استغفر لهما بشرط الإِيمان.
{ولا تحسبن الله غافلاً عمَّا يعمل الظالمون} يريد: المشركين من أهل مكَّة {إنما يؤخرهم} فلا يعاقبهم في الدُّنيا {ليوم تشخص} تذهب فيه أبصار الخلائق إلى الهواء حيرةً ودهشةً.
{مهطعين} مسرعين منطلقين إلى الداعي {مقنعي} رافعي {رؤوسهم} إلى السماء لا ينظر أحدٌ إلى أحدٍ {لا يرتدُّ إليهم طرفهم} لا ترجع إليهم أبصارهم من شدَّة النَّظر فهي شاخصةٌ {وأفئدتهم هواء} وقلوبهم خاليةٌ عن العقول بما ذهلوا من الفزع. وقوله: {فيقول الذين ظلموا} أَيْ: أشركوا {ربنا أخرنا إلى أجل قريب} استمهلوا مدَّةً يسيرةً كي يجيبوا الدَّعوة، فيقال لهم: {أَوَلَمْ تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال} حلفتم في الدُّنيا أنَّكم لا تُبعثون ولا تنتقلون إلى الآخرة، وهو قوله: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت...} الآية.

1 | 2 | 3 | 4